منتدى البدائل العربي للدراسات
تفصح الأزمة الأخيرة المتعلقة بحادث صحيفة شارلي أبدو الفرنسية، والهجمات الأخرى التي تبعتها، وما أعقبها من تشدد في خطابات قوى اليمين، وما ارتبط بها من هجمات مضادة لأهداف إسلامية وعربية في فرنسا، أن ثمة خلل في المواطنة الفرنسية كما في التعامل مع قضية دمج المهاجرين، إذ أن بعضا من منفذي الهجمات كانوا من الجيل الثاني الذي نشأ وتربى في فرنسا ولا يعرف كثيرا لا عن التراث العربي والإسلامي بشكل عام ولا عن التراث المغربي.
كما تمثل هذه الجريمة وفقا للبعض تعبيرا واضحا عن أزمة الهوية الفرنسية وما يرتبط بها من مفاهيم كالمواطنة والتعايش إذ في غضون ساعات من الهجوم على مجلة شارلي أبدو الساخرة في باريس، دأب العديد من رجال السياسة الفرنسيين والدوليين، والمعلقين، على تصوير الهجوم بأنه يستهدف “التاريخ التنويري والنهضوي المشرّف” للبلاد، وقد وصفه الرئيس فرنسوا هولاند بأنه اعتداء على الجمهورية وقيمها المتمثلة في “الحرية والإبداع والعدالة وحرية التعبير والتعددية”، لكن اختصار جريمة القتل التي طاولت صحافيي “شارلي أبدو” بكونها إما مع التنوير والحضارة أو ضدهما، يتجاهل التحديات العميقة التي تواجهها المجتمعات الأوروبية المعاصرة، فالهجمات المروعة التي شهدتها فرنسا، تعيد إلى الواجهة مسألة ما يعنيه أن يكون المرء مواطنا في أوروبا اليوم، وكيف تتقاطع هذه المواطنة مع المسائل الملحّة المتعلقة بالطبقية والهويات الثقافية المتعددة[1].
تحاول هذه الورقة التعرض لأزمة الاندماج التي يعاني منها هؤلاء المهاجرين وعلاقتها بأزمة الهوية والتكامل القومي، ومظاهر هذه الأزمة وأسبابها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وعلاقة ذلك بتطبيق نظرية المواطنة الفرنسية وتطبيقاتها وعلاقة السياسات بصعود اليمين الأوروبي، وهو ما نتناوله على النحو التالي:
أولا: أزمة الاندماج لدى الفرنسيين العرب
يمثل المنحدرون من أصول عربية في فرنسا في الوقت الحاضر أعلى نسبة من العرب المقيمين في أوروبــا، بحيث تتجاوز نسبتهم الكثير من الدول الأخرى كبريطانيا وهولندا وبلجيكا وألمانيا، فهم من أصول عربية ولكنهم يختلفون كثيرا عن العرب المولودين في الوطن العربي، وفي نفس الوقت يختلفون كثيرا عن الأوروبيين الذين تـوارثـوا الأصـل والثقافة الأوروبـيـة، هذه المشكلة ظهرت وانتقلت من جيل إلى جيل حيث ظهرت حالة من حالات الأزمات الثقافية التي عانت منها الأجيال الحديثة خصوصا الجيل الثالث، والذين ولدوا في فرنسا وفي نفس الوقت يتمتعون بالهوية العربية والتي لا يعلموا عنها الكثير، خلقت هذه الحالة أزمة المواطنة وإحساس فقدان الهوية[2]. فالجيل الأول من المهاجرين إلى فرنسا في الستينيات، جيل ذاب داخل المجتمع الفرنسي الذي جاء يبحث فيه عن لقمة العيش وجمع المال للعودة بعدها إلى وطنه الأم، لا يعبر عن اهتمامه الديني ولا تقاليده، يعيش في انكماش وانغلاق، في غياب إتقان للغة وجهل للثقافة الغربية. أما بالنسبة للجيل الثاني من المهاجرين فجاء خلال فترة نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث بدأ يقرأ ويحاول أن يفهم هويته، وبدأ يطرح أسئلة حول هويته الحقيقة وكان منها هل هو فرنسي أم عربي؟، بدأت الأمور الدينية تطرح بالنسبة إليه كذلك، والدين صار يشكل بالنسبة إليه مشكلة اجتماعية، وللهروب من حالات عدم الاستقرار والتساؤلات الكثيرة التي لم تكن لديه إجابات عليها في غالب الأحيان، اتجه أكثر نحو الدين الذي صار بالنسبة إليه كملجأ. أما بالنسبة للجيل الثالث وهو الجيل الحالي شكل الدين بالنسبة إليه أكثر من أي وقت مضى الملجأ والحل، وهذا الجيل يعاني من مشكلة هوية جوهرية، فكثير من أبناء هذا الجيل لا ركائز أسرية لديه، وعانى مشاكل عائلية كثيرة، وفقد معاني المواطنة والتعايش مع بقية فئات المجتمع لأنه يعتبر أن هذا المجتمع ظلمه وظلم قبله والديه لذلك يجب الثأر منه، عن طريق تجسيد أفكار متطرفة وجهادية[3]. ويؤدي التهميش والتميز بين المواطنين في فرنسا إلى انخراطهم في أعمال غير قانونية وتكوين العصابات والتفكير في الثأر من الدولة.
وتدفع وضعية الإقصاء بعض المنحدرين من أصول عربية إلى البحث عن هوية ومواطنة بديلة، يجدونها أحيانا في الدين، ويتحول الدين إلى تديُّن، أي إلى رغبة في إبراز الاختلاف من خلال بعض المظاهر مثل إطلاق اللحية، أو ارتداء اللباس الأفغاني أو النقاب، وبسبب غياب ثقافة دينية صحيحة، وبسبب تواضع مستواهم الثقافي، تسقط قلة منهم فيما تقدمه بعض القنوات الفضائية ذات التوجه الإسلامي الراديكالي، أو بعض المواقع الإلكترونية وهي مواقع تعتبر أوروبا دار كفر والتي تشجع على الإرهاب، وهكذا يتشبع هؤلاء الشباب العربي الأوروبي بالفكر الجهادي، ويتوجه بعضهم إلى أفغانستان أو باكستان أو العراق أو سوريا، بهدف الجهاد.
ثانيا: الأوضاع الاقتصادية للمهاجرين العرب
بينما تشير الأبحاث والدراسات إلى تزايد حاجة المجتمع الأوروبي للمهاجرين لأسباب اقتصادية وديمجرافية تتعلق بظاهرة شيخوخة المجتمع الأوروبي إذ تتمثل مشكلة أوروبا الديمجرافية في تراجع معدلات النمو السكاني، وارتفاع نسبة كبار السن.[4] وبرغم أنه كان هناك إدراك أوروبي للحاجة للمهاجرين عقب الحرب العالمية الثانية وحتى ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن التمييز ضد الجيل الأول من المهاجرين أدى إلى ظاهرة توارث الفقر بشكل كبير كما أن التمييز في الحصول على فرص العمل بين الفرنسيين على أساس الأصل العرقي، سيما إثر صعود اليمين، أدى لتركز العمالة من المهاجرين في المناطق الأفقر، يعيش الفرنسيون من أصول عربية في معزل ويشكون من الإهمال وعدم الاكتراث بآمالهم وطموحاتهم من طرف المسئولين ويحتلون المراتب الأخيرة في مستوى المعيشة والتمرس، فلا أمل لأولئك الشباب لمجرات الفرنسيين الأصليين بسبب التهميش المحبط بهم من كل جانب، وانسداد الآفاق أمامهم ما يستتبع الانخراط في حياة الانحراف والتمرد على القانون وتكوين العصابات التي أرقت كثيرا الشرطة الفرنسية وأضنتها[5]، توضح ذلك بيانات الفقر والبطالة بحسب دراسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية -تقارن الدراسة بين أوضاع الأجانب المقيمين في دولها الأعضاء، حيث بلغت نسبة البطالة لديهم أربعة أضعافها لدى أكثرية السكان، فيما بلغت الضعفين كمعدل في دول المنظمة فنسبة البطالة في صفوف المهاجرين تبلغ 15.6% مقابل معدل 13.8% في دول منظمة التعاون والتنمية. وأشار التقرير إلى أن فرنسا هي البلد الذي يستقبل أكبر نسبة من الأفراد المولودين في إفريقيا بين مهاجريها. فثلاثة أرباعهم -ومن بينهم من تمت إعادته إلى بلاده- ولدوا في دول المغرب، وأكد التقرير أن عدد الأجانب المقيمين في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ارتفع بنسبة الثلث في عشر سنوات، ومع ارتفاع نسب الفقر والبطالة برزت فرنسا بين الدول الأسوأ أداءً في دمج مهاجريها وتحتل فرنسا موقعا وسطيا بين دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم 110 ملايين مهاجر يشكلون 9% من مجموع سكانها بحسب الدراسة، لكن نسبة الفقر في أوساط الأجانب المقيمين في فرنسا تبلغ 21.1% مقابل 17.3% لمهاجري دول المنظمة، كما بلغت نسبة البطالة لديهم 14.5% عام 2010 مقابل 11.9% في دول المنظمة[6].
كما يصبح المهاجرون أكثر عرضة للفقر من غيرهم وفقا لدراسات لمنظمة العمل الدولية إذ تقول إن احتمالية وقوع العاملين غير الأوروبيين في أوروبا للفقر 29%، بينما هي في أوساط الأوروبيين المولودين ببلدانها 15% فقط، وهو ما يعني استمرار نظرية توارث الفقر ما لم تراجع سياسات الدمج الاقتصادي والاجتماعي لهؤلاء المهاجرين.[7]
ثالثا: المشكلات السياسية للأجيال الفرنسية من أصول عربية
هناك استهداف مباشر لجمهور ناخبين مضاد لفكرة قبول المهاجرين في المجتمع الفرنسي أو حتى لفكرة الدمج وبالذات في فترات الانتخابات المختلفة[8]، سواء بالمغازلة لكسب أصواتهم من تيارات أو بالهجوم عليهم لكسب أصوات الجانب الأخر من تيارات أخرى. بينما يجرم القانون الفرنسي العنصرية ومعاداة السامية فإنه لا يهتم للأفعال العنصرية المرتبطة بالإسلاموفوبيا، وهو ما تستفيد منه الأحزاب اليمينية المتطرفة إذ صعد حزب الجبهة الوطنية إلى الحد الذي جعله يحصد خمس الأصوات في الجولة الأولى من رئاسيات 2012 والتي شارك بها أكثر من 80% من الفرنسيين[9]، ثم انتخاب أعضائه لابنة زعيمه جان ماري لوبان بنسبة 100% من الأصوات في العام 2014 والتي يتوقع وصولها للمرحلة الثانية من انتخابات 2017 المقبلة [10]، ثم من حيث تزايد عدد مقاعد اليمين في الجمعية الوطنية الفرنسية كما في البرلمان الأوروبي 2014 إذ حصل اليمين المتطرف على ما يزيد قليلا عن 25% من مقاعد البرلمان الأوروبي[11]، بينما لا يزال عدد الأجانب في الجمعية الوطنية الفرنسية ضعيف جدا ولا يتجاوز 10 أعضاء في انتخابات 2012.[12] وهو ما يعني ضعف تمثيل الفرنسيين من أصول غير فرنسية في ظل صعود اليمين وما يمثله خطابه من عنصرية تجاه المهاجرين. كما أن ثمة اتهامات مباشرة للعرب المسلمين عقب أي عمل إرهابي من قبل وسائل الإعلام والأحزاب اليمينية وهو ما يزيد من حدة الإسلاموفوبيا والخلط بين الإسلام والإرهاب[13].
من يتابع برامج المواهب العربية يلاحظ الكم الكبير من الأوروبيين خاصة الفرنسيين من أصول عربية الذين يقدمون عروضهم في بلادهم، ولا يعرفون اللغة العربية لكنهم يشاركون في هذه البرامج معبرين عن رغبتهم في تقديم عروضهم أمام جمهور من ذات الأصول التي ينتمون لها، وهو ما يؤكد أنهم لا يشعرون بالاندماج الكامل في مجتمعاتهم، وينقلنا ذلك للعامل الثقافي والاجتماعي.
رابعا: المشكلات الاجتماعية والثقافية
ثمة إشكاليات تتعلق بنظرية المواطنة في فرنسا إذ تذهب إلى الدمج والصهر لا احترام التنوع والاختلاف، ووفقا لمضمون المواطنة الفرنسية الفردية القائمة على عدم الاعتراف بالتنوع أو الخصوصية الثقافية في المجال العام على أن تبقى حرة في المجال الخاص[14]، فإن هناك إشكالية تتعلق بفقدان الرابط بين مبدأ المساواة ومبدأ احترام التنوع والاختلاف إذ لا تعترف الدولة الفرنسية لمواطنيها بلغات أو مظاهر اجتماعية أو ثقافية غير الفرنسية، كما تتجلى هذه الأزمة في اضطرار بعض الفرنسيين من أصول عربية إلى تغير أسماءهم حتى يستطيعوا أن يندمجوا في فرنسا، كما أن بعضا من أبناء الجيل الثالث يحملون اسمين فهناك الأول عربي يتداوله أفراد العائلة، والأخر فرنسي يستخدم في المدرسة والدوائر الحكومية، وذلك لأن الشخص الفرنسي من أصول عربية يصبح أكثر عرضة لانتهاكات الشرطة الفرنسية من غيره كما تؤكد ذلك تقارير لصحفيين فرنسيين[15] أو لمؤسسات حقوقية دولية، ويلاحظ علماء اجتماع ومختصون فرنسيون بشؤون الهجرة الأجنبية أن سجلات الأحوال المدنية خصوصا في المناطق التي تتكون غالبيتها من أبناء المهاجرين العرب والمسلمين، بدأت تحتوي على أسماء غير عربية، يطلقها هؤلاء المهاجرون على أبنائهم، أو على الأقل أنهم يختارون أسماء “تزاوج بين الأسماء العربية والأسماء اللاتينية”. ويرى هؤلاء المختصون أن هذه الظاهرة تعكس “رغبة المهاجرين الأجانب -خصوصا من الأجيال الشابة- في الاندماج بالمجتمع الفرنسي”، وتشير الأسماء المتداولة في المجتمع الفرنسي الآن إلى أن الأسماء العربية التقليدية مثل مصطفى وعبد الله والتي كانت مستخدمة بكثرة لدى عائلات المهاجرين العرب في سبعينيات القرن الماضي، بدأت تتراجع خلال السنوات الأخيرة. ومن الملاحظ أن العائلات العربية المهاجرين بدأت تميل في الفترة الأخيرة إلى منح أطفالها أسماءً عربية، ولكنها في الوقت نفسه سهلة على التلفظ عند الفرنسيين.[16]
تتمثل أهم مظاهر هذه الإشكاليات في أن مجتمعات المهاجرين العرب تبدو كما لو كانت كانتونات على أطراف المدن الفرنسية إذ أن فرنسا، كسائر البلدان الأوروبية التي استوطنها المهاجرون، أنشأت مناطق في محيط المدن الكبرى، صارت على مر السنين بؤرا لمشاكل حادة، كالسكن والتعليم والعمل والتعايش بين فئات من ملل وثقافات مختلفة، فضلا عن الجريمة وتجارة المخدرات، فهذه المناطق تضم أحياء لا يسهل فيها العيش، فهي أشبه بجيتو أو على الأقل فضاءات نفي وعزلة، خالية أو تكاد من مظاهر التقدم والحضارة التي تشهدها المدينة، وهنا يصبح العرب أكثر عرضة للانعزالية إذ أن الأفارقة الفرانكفونيين يسهل عليهم التعامل لغويا واجتماعيا مع الفرنسيين.[17]
يتقاطع مع هذه الوضعية ضعف وجود بيانات واضحة ودراسات حول إسهامات المهاجرين في المجتمع الفرنسي سواء في الاقتصاد أو السياسة أو غيرهما من المجالات. يعزز هذا تراكم الصور النمطية السلبية، تهميش مناطق الجنوب في السياسات، ومن ثم تحولها لكانتونات تعاني الاغتراب وتشدد السياسات الثقافية وتمسكها بالقومية الفرنسية كتعبير أحادي عن المجتمع والتقاليد الفرنسية.
خاتمة:
نظرية المواطنة الفرنسية الفردية والأحادية الاستيعابية تحتاج لإعادة نظر لكي تصبح تعددية بشكل كبير إن في تقبل المظهر أو الدمج للمهاجرين على اختلاف أصولهم وأديانهم، إذ أن شعور الأجيال الجديدة من المهاجرين بالاغتراب الثقافي والاجتماعي قد يصبح قنبلة موقوتة ما لم يتم التعامل معه بمنطق تعددي. فما صلح لإدماج القادمين من الريف من أكثر من نصف قرن، لا يصلح للتعامل مع القادمين من أصول أخرى في ظل الانفتاح الثقافي السائد في عالمنا اليوم. وهو ما يتطلب الاستفادة من العمالة المهاجرة في تحقيق رخاء أوروبا الاقتصادي أيضا خلق مجتمعات متعددة الثقافات، حيث يكون هناك قبول واحترام للثقافات المختلفة، وتقدير للمواهب والإمكانات، ويجب أن تشيع ثقافة التسامح، وأن يبدأ ذلك من السياسة التعليمية. ولا بد أن يواكب ذلك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن الإشارة لها هنا:
- أهمية القيام بحركة ترجمة لتراث التنوير العربي الذي يجهله معظم الفرنسيين من أصول عربية، إذ تشير الاستطلاعات أن علاقتهم بالثقافة العربية خاصة من ابنا الجيل الثالث والمولدون في أوروبا تقتصر على البعد الديني والمشايخ الذين ينتمون الي التيار المحافظ على أفضل تقدير.
- حركة تبادل فني يستهدف وجود الفنانين خاصة المستقلين من الشباب العربي في مناطق تجمع الفرنسيين من أصول عربية واطلاعهم على ما يقدمه الشباب العربي من اسهامات وتطوير في مجال الموسيقي والسينما والفنون الأخرى.
- تبادل طلابي أعلى يركز على المجالات التي من شأنها تعريف الشباب العربي في المنطقة العربية والفرنسيين من أصول عربية على أنماط معيشة الشباب العربي الحديثة والمرتبطة بقيم الانفتاح والتسامح.
- مراجعة التشريعات التي تشعرهم بالعزلة والتهميش وعدم المساواة، من أجل نمط من التشريعات يحقق المواطنة بأبعادها المختلفة والقائمة على أساس العدالة وليس المساواة. وتوفر لهم حماية خاصة من التعسف الأمني وتحقق لهم قدر من التمكين الاقتصادي، وتحميهم من العنصرية على غرار القوانين الخاصة بالهولوكوست والتي تمثل للعرب نموذج للكيل بمكيالين.
- دعم حقهم في التنظيم والاندماج في المجتمع المدني الفرنسي عبر اشراكهم في عمليات الحوار المجتمعي حول القضايا الوطنية، وليس فقط القضايا التي تخصهم.
- اشعارهم بالفخر القومي، من خلال إبراز دورهم في المجتمع الفرنسي لكن بشكل لا يحمل مبالغات قد تفضي لفقدان المصداقية لديهم، وتستفز فئات أخرى في المجتمع، إنما من خلال وضعهم كمكون ضمن مكونات أخرى في التاريخ الفرنسي والإنجازات التي تحققها فرنسا. ولعل تجربة المنتخب الفائز بكأس العالم 1998 نموذج ناجح يمكن استلهامه.
- كما يجب على الأكاديميين والسياسيين الفرنسيين مواجهة نظرية صراع الحضارات التي بدأت تعود للساحة من جديد، وذلك بالتعامل مع فكرة الهوية باعتبارها أوسع من الديانة، وذلك بتطويرها لتشمل أبعادا مختلفة، وهو ما سيسهل عملية إخراج الفئات المنغلقة على ذاتها للمجتمع الأرحب، إذا شعروا أن دينهم يمثل جزءا من هويه أوسع يشاركون باقي المجتمع فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] مهى يحيى، ” بالعودة إلى “شارلي إيبدو” ومعنى الهجوم بالنسبة إلى أوروبا!، جريدة الحياة 6 فبراير 2015، http://is.gd/eNg18n HYPERLINK “http://is.gd/eNg18n”
عبد الواحد أكمير، العرب الأوروبيون: الهوية والتربية والمواطنة، مركز دراسات الوحدة العربية، مجلة المستقبل العربي، بيروت، 2012، http://goo.gl/FFtrgS
[3] لينا خالد، عرب فرنسا. تطرف وسط غيوم عنصرية، عالم واحد، http://goo.gl/IlFFa7
[4] أليساندرو فيجس، تحديات الديمجرافيا ومشاكل المهاجرين في أوروبا، مجلة السياسة الدولية، http://is.gd/t6Mrnu HYPERLINK “http://is.gd/t6Mrnu”
ميلود بن غربي، المهاجرون: تهميش أم أزمة هوية؟، شبكة فولتير، 2005 http://goo.gl/h8d6th
[6]“فرنسا تواجه مشاكل في دمج المهاجرين، العرب القطرية، http://goo.gl/ikEtdD
[7] Megan Benton and others, “moving up or standing still? Access to Middle- skilled Work for Newly Arrived Migrants in the European Union July 2014, P 7, available at: http://is.gd/ozmdok HYPERLINK “http://is.gd/ozmdok”
محمد شراق، المهاجرون الجزائريون ”وقود” الحملة الانتخابية للرئاسيات في فرنسا، الخبر، 18 يوليو 2011، http://is.gd/j9nLdn
[9] فرانس 24، مارين لوبان. الوجه الجديد لليمين المتطرف في فرنسا، 25 أبريل 2012، http://is.gd/pFodBz HYPERLINK “http://is.gd/pFodBz”
قناة يورونيوز، مؤتمر حزب “الجبهة الوطنية” الفرنسي اليميني المتطرف يُكرِّس مارين لوبين رئيسة له، 30 نوفمبر 2014، http://is.gd/R3WyKp HYPERLINK “http://is.gd/R3WyKp”
كوليت ديفيدسون، الأحزاب المتطرفة تحصل على ربع مقاعد البرلمان الأوروبي، فرنسا وزلزال اليمين المتطرف، الاتحاد، 29 مايو 2014، http://is.gd/085Pmj HYPERLINK “http://is.gd/085Pmj”
فرانس 24، نواب من أصول عربية وأجنبية يدخلون المجلس النيابي الفرنسي الجديد، 18 يونيه 2012، http://is.gd/wftvMs HYPERLINK “http://is.gd/wftvMs”
تقرير بعنوان: الإسلاموفوبيا..حديث الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية، قناة فرانس 24 ، 27 فبراير 2015، http://is.gd/HUQZc1 HYPERLINK “http://is.gd/HUQZc1”
Local integration policies for migrants in Europe, European Foundation for the Improvement of Living and Working Conditions, Luxemburg, 2007 P12.
[15] Etre français d’origine arabe en 2009, Le Monde 29/10/2009, http://goo.gl/FmHxNQ
[16] عرب فرنسا يغيرون أسماءهم عسى أن يوسع ذلك فرص الحياة أمامهم، الوسط البحرينية، العدد 61، 6 نوفمبر 2002، http://goo.gl/cyUHt2
[17] المهاجرون أسرى العزلة الثقافة المضادة في الضواحي الفرنسية، جريدة العرب اللندنية، 18 يوليو 2013، http://www.alarab.co.uk/?p=53285 HYPERLINK “http://www.alarab.co.uk/?p=53285”