منتدى البدائل العربي للدراسات
سوريا ,مصر
في إطار الاهتمام بالأوضاع السورية وتطورات الثورة السورية على الأرض، وفي محاولة لترسيخ فهم أفضل لما يجري هناك وتواصلا مع سلسلة من الندوات حول سوريا، وسعيا منه للاسهام في خلق وعي أفضل بقضايا الأمة العربية، واستجلاء حقيقة الاستمرارية والتغير في الدور المصري نحو القضايا الساخنة على الساحة السياسية العربية، عقد منتدى البدائل العربي للدراسات ندوة بعنوان “آفاق الثورة السورية والدور المصري” وذلك يوم 21 يناير 2013. بمشاركة أ/ سلامة كيلة، ود. علاء عبد العزيز.
المتحدث الأول: أ/ سلامة كيلة
الأسباب والعوامل الاقتصادية والاجتماعية للثورة السورية: شهد العقد الأخير فى سوريا تحولا سريعا نحو اللبرلة، حيث تم اللحاق بوضع مصر في بلد كان يقال أنها تتأخر عن مصر في خطواتها 10 سنوات. مع مجيء بشار الأسد جرى الكلام عن التحديث والتطوير الذي كان يؤمل أن يتحقق في المستوى السياسي، ولكنه جري فعليا على المستوي الاقتصادي. القوى الرأسمالية التي نشأت عن نهب “القطاع العام” في عهد حافظ الأسد أسرعت في عهد بشار الأسد الى السيطرة على الاقتصاد، وهنا خصوصا آل مخلوف. فتم تحرير كل شيء العام 2007، وتحقق انهيار القطاع العام، وأصبح اقتصادا ليبراليا ومتحكم فيه من قبل قلة هم آل مخلوف وآل الأسد وآل شالوش (وهم مترابطون عائليا)، الذين باتوا يمتلكون 30% من الاقتصاد السوري حسب تقديرات د. قدري جميل الذي هو الآن نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، وبالتحالف مع بعض البورجوازيات السورية في المدن تم إنشاء الشركة السورية القابضة التى أصبحت تمتلك 60% من الاقتصاد. هذه العملية ارتبطت بتحول النشاط الاقتصادي من الإنتاج إلى الاقتصاد الخدمي، وهو ما أدى إلى انهيار الزراعة والصناعة، وهجرة مئات آلاف الفلاحين من المناطق الريفية إلى المدينة.
على ضوء ذلك ارتفعت نسبة البطالة لتصل لما بين 30 و33 بالمائة. وانخفاض الحدود الدنيا للأجور عن المطلوب للوفاء بالاحتياجات الأساسية بنسبة 5 إلى 1. ونتيجة لكل هذه العوامل كان لابد من تزايد الاحتقان الاجتماعي، لكن نتيجة لقدرة النظام على تمتين حاجز الخوف فإن هذا الانفجار الذى أدى إلى حدوث الثورات في مصر وتونس لم يكن مهيئا في سوريا بالسوية ذاتها. ولهذا كان انفجار الثورة هو نتيجة للثورات التونسية والمصرية والبحرينية واليمنية والليبية، حيث أن النظام السوري قام بتحضير نفسه قبل اندلاع الثورة وحاول تلافي خطأ نظام مبارك بعدم استعمال قوات الحرس الجمهوري، ومن ثم ووجهت المظاهرات والاحتجاجات بالعنف منذ اللحظة الأولى، وهو ما أدى إلى تزايد الاحتجاجات وليس وقفها، حيث أدى القتل من قبل السلطة الى كسر حاجز الخوف، الأمر الذي جعل القتل هو الذي يوسع الحراك. جملة المشكلات التي شهدناها في الوضع السوري هي التي أوجدت كل المظاهر التي نشأت، والى استمرار الحراك لفترة أطول.
الحراك في البداية كان محصورا في مناطق بعينها، من خلال التظاهر أيام الجمع. وبالتالى كانت لدى النظام آلية ما لمواجهة التظاهرات. الناس فى الأشهر الستة الأولى ظلت متمسكة بالسلمية رغم عنف السلطة، وكان واضحا ان الحراك يسير بشكل عفوي ويقوده الشباب المفقر والطبقة الوسطى المتهالكة. ومن ثم توجه النظام نحو تصفية كل من يمكن أن يقوم بدور إعلامي أو تنسيقي.
تطييف الثورة: السلطة فى إطار سياستها كانت تريد أن تغطى على العنف الذي قررت ممارسته منذ البدء بتصوير مجموعات الشباب باعتبارها مجموعات مسلحة وثورة إسلامية. النظام كان يريد أن تبقى الأقليات متماسكة حوله وملتصقة به وخاصة العلويين الذين تتكون منهم القوى القمعية التي يقوم نظامه، وقد لعب دورا في اذكاء الصراع الطائفي لتبقى الطائفة العلوية في صفه. ومن ثم بدأ الكلام عن أن الثورة هي ثورة الاسلامية وأنها تعبّر دور القوى الإسلامية والإخوانية فى السعي للسيطرة على السلطة والانتقام من الطائفة العلوية. هذا الخطاب لاقى بعض النجاحات بفضل حماقات المعارضة السورية التى حمل بعضها خطابا طائفيا، وبدأ الإعلام الفضائي يلعب على إظهار الطابع الاسلامي للثورة، ويضخم منه، ويغفل بقية مكونات الثورة. هذا الخطاب خدم النظام فى الترويج لطائفية الثورة، وساعد على ذلك تطورات القتال حيث اضطرت ألوية مقاتلة للتسمي بأسماء اسلامية وفقا لشروط الممول (الإخوان المسلمين). تطور هذا الأمر بإدخال مجموعات مسلحة خارجية، مجموعات “جهادية” جعلت الوضع في سوريا معقدا، حيث باتت تعمل على تحقيق ما فشل فيه بشار من إذكاء الطائفية.
ولقد فرض تحوّل الكثير من الشباب الى العمل المسلح، ومن ثم التدمير الكبير الذي أحدثه النظام، والذي أدى الى تهجير عدد كبير من السوريين، أن يتراجع الحراك الشعبي. فقد بدأ الناشطون يتجهون لنشاط الإغاثة أيضا، وهو ما أضعف الحراك الشعبي وزاد من الحراك العسكري حتى بدى الأمر أنه صراع مسلح فقط، لكن النظام لن يسقط بالحراك العسكري وحده بل بالحراك الشعبي الشامل.
وضع المعارضة السورية: لم تكن فاعلة فى الثورة منذ البداية، وكان بعضها يراهن على امكانية أن تفتح السلطة نوافذ للتغيير، وتبنى بعضها الآخر سياسة الاستغاثة بالخارج والتعويل عليه كثيرا في إمكانية إسقاط النظام، وعلى أساس ذلك تبلورت المعارضة منقسمة الى معارضة الداخل ومعارضة الخارج، والأخيرة التى تشكل منها المجلس الوطنى السوري اختار لنفسه دور التحريض على التدخل الدولي دون أن يقدم شيئا فى الواقع، وهو عمليا يعكس صورة سلبية عن وضع الثورة السورية انطلاقا من أن هذه المعارضة هي التعبير عن الثورة السورية بالرغم من وجود فارق جوهري بين القوى على الأرض وهذه المعارضة التقليدية. فالمعارضة تفكر في سوريا ما بعد بشار، بينما يفكر الثوار فيما يجري على الأرض وفي خطط المواجهة ومدى القدرة على الصمود حتى النهاية.
الوضع الدولى والإقليمي: بالنسبة لسوريا الوضع الدولي ليس فاعلا بما يخدم الثورة. فروسيا وإيران والصين تساند النظام، والدول الغربية تريد أن يظل النظام بشكل أطول حتى يتم تدمير سوريا بالكامل، وتتم المحاصصة على إعادة الإعمار. يبقى الوضع الاقليمي سيئا للغاية، فالوضع لا يتعلق بتصريحات وإنما بأفعال على الأرض. دول الخليج تدفع باتجاه تطييف الصراع، فالسعودية ضغطت من أجل إدخال مجاهدين سلفيين من دول عربية عدة إلى سوريا، ومن ثم تشكلت جبهة النصرة. الأفق الآن يتجه نحو اللحظة التي تنكسر فيه السلطة مع اختلاف في السيناريوهات.
المتحدث الثاني: د. علاء عبد العزيز:
بداية أود أن أشير إلى أنني أتحدث هنا بصفتي البحثية والشخصية وليس بصفتي الرسمية. منذ عامين كنا نناقش الثورة التونسية وهل يمكن أن تتكرر فى مصر ومتي؟ والآن وبعد أن رأينا الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن يصبح السؤال الأهم كيف ستبدو سوريا فى اليوم التالي لسقوط بشار؟. وللإجابة على هذا السؤال هناك خمس ملاحظات رئيسية لابد أن تؤخذ في الاعتبار:
1- كيف ستبدو سوريا في اليوم التالي لتغيير النظام؟
اقتصاديا: سوريا تحتاج لــ14 سنة من الانتاج والعمل بمعدل نمو 5.5% لتعود إلى ما كانت عليه في 2010 وفقا لتقديرات أحد خبراء البنك الدولي، هذا الوضع حقيقى على الأرض فبعد 22 شهرا من القتال البنية التحتية مدمرة، والمصانع أغلقت ومعظم معداتها إما دمرت أو سرقت.
بالمعنى العسكري: تجمع الدول على عدم حل الجيش حتى لا نقع فى المأزق العراقي، فى اليوم التالي لسقوط الأسد الجيش هزيل العدد ومهزوم معنويا، ومقسم طائفيا، كما أنه فقد معظم المعدات والأسلحة على مدار القتال فضلا عن المناطق العسكرية التي دمرت بالكامل.
اجتماعيا وإنسانيا: هناك احتقان طائفي شديد، وتوترات محتمل أن تنفجر في أي لحظة وغالبا ستنفجر فور سقوط النظام وهناك مشاحنات مناطقية وتوابع اجتماعية كبيرة ناجمة عن أعداد القتلى والجرحي، هناك كل أنواع الانتهاكات فى حقوق الإنسان يرتكبها الطرفين، خبرة النزاعات الدولية تجعلنا نقول أنه أصبحت هناك ثارات مستقبلية شديدة.
سياسيا: سوف تنفجر الكيانات السياسية الشديدة مع ضعف شعبيتها ومن ثم عدم الاستقرار، حافظ الأسد حول سوريا من ملعب إقليمى إلى لاعب إقليمي ومن ثم بعد بشار سوف تعود إلى ملعب إقليمي كبير، كما أن أحد تداعيات الثورة مسألة إعادة تحرير الأرض سوف يعاد طرحها من جديد بحكم الواقع الثوري وسوف تصبح ملحة بقوة على الحكومة الجديدة.
2- عملية صنع القرار السياسي في سوريا:
التغيير الأساسي التي أحدثته الثورة هو التحول من صانع قرار (حافظ ثم بشار الأسد) في المركز وحوله أكثر من 16 مؤسسة محيطة تمده بشكل مباشر بالمعلومات والتقرير والبدائل إلى رئيس أمامه مجموعات من المؤسسات متجمعة في 4 كتل رئيسية هناك مؤسسات أمنية قوية وهناك مجموعة مؤسسات تضم العائلة بملفاتها المختلفة، هناك مجموعة تضم البعث والكتلة البيروقراطية.
فيما يتعلق بالتفاعلات الإقليمية مع الأوضاع فى سوريا: ينبغي أن نطرح سؤالا هل صانع القرار العربي مدرك لخريطة صنع القرار داخل سوريا؟ وهل مدرك لشبكة علاقات وتفاعلات هذه القوى؟
3- المعارضة المسلحة على الأرض:
في الحالة السورية فإن الحركات المقاتلة على الأرض، بمعيار الجيوش النظامية ليس هناك جيش سوري حر، الثورة السورية قدمت نموذجا مختلفا من المعارضة المسلحة التى لديها تنسيق يسمح لها من السيطرة على مناطق معينة، فالقادة العسكريون للجيش الحر لا يعطون الأوامر فتنفذ بهيراركية معينة بل هناك اكثر من قائد وأكثر من خطة، فمثلا عملية السيطرة على مخيم اليرموك منذ 16 ديسمبر، السيطرة على طريق مطار دمشق الدولي، كل هذا نموذج لا بد من دراسته بدلا من جنوح التحليل إلى تفتت المعارضة وقوى الثورة.
4- خرافة التقسيم الطائفي جغرافيا:
خبرة في التواجد في سوريا على الأرض فإن الاصطفاف الطائفي في سوريا خرافة فالثوار لا يسيطرون على مناطق سنة والنظام لا يسيطر على مناطق شيعة، والترويج لهذا هو وصفة سحرية لتقسيم سوريا، خرافة الدولة العلوية في الساحل السوري.
5- عن الدور المصري:
منذ بدء الثورة السورية حتى الأن هناك سبعة مبادئ مصر حريصة على أن تسير الأوضاع وفقا لها:
أ. رفض عسكرة الثورة السورية واستمرار التمسك به رغم تحولها.
ب. الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، فلا تعطى مصر سلاحا لأى فصيل.
ج. رفض التدخل العسكري حيث هناك اعتقاد بأن هذا يؤسس لدور خارجي مهيمن.
د. محاولة الحل فى الإطار العربي أو على الأقل فى اطار الأمم المتحدة دعم مصطفى الدابي والإبراهيمي.
ه. السعي لانتقال آمن ومنضبط للسلطة في سوريا لا يؤدى إلى انفلات ويحدث بأقل قدر من الخسائر.
و. التعامل مع التداعيات الإنسانية للمواجهات الدائرة بين الأطراف المختلفة.
ز. حماية المصريين المقيمين في سوريا والحفاظ عليهم.
مداخلات القاعة:
دارت الملاحظات والأسئلة والتعليقات في القاعة حول أربعة نقاط يمكن إجمالها في الآتي:
1- ملاحظات فيما يتعلق بمصطلح الليبرالية عندما نصف السياسات الاقتصادية لبشار الأسد باعتبارها ليبرالية فإننا نرتكب خطأ، فما حدث في مصر وسوريا وتونس ليس ليبرالية، وإنما هو خليط من وصفات صندوق النقد والبنك الدولي وسياسات محلية لتمكين رجال أعمال النظام.
2- أسئلة حول مدى تغير الدور المصري تجاه الثورة السورية؟ ومدى التغير في عملية صنع القرار في وزارة الخارجية ذاتها قبل وبعد الثورة؟ المساعدات الانسانية وحدها لا تكفى، لماذا لم تقدم مصر مبادرات إقليمية قوية لحل الأزمة بخلاف اللجنة الرباعية التي فشلت فى التوصل لحل؟ إلي أي مدى تشكل العمالة المصرية بسوريا عائقا أمام اتخاذ مواقف جدية حيال الثورة السورية؟
3-أسئلة حول الأوضاع على الأرض ومدى حقيقة الاصطفاف الطائفي، هناك سؤال حول المجالس المحلية في مناطق سيطرة الجيش الحر ومحاولات لانتخاب مجالس محلية من الشباب والقيادات التقليدية ومدى قدرة هذه الكيانات على الصمود واستلام مهام الحكومة من أسفل لأعلى؟ علاقة المعارضة بالحراك والصدامات بين الشباب غير المسيس والمعارضة التقليدية المؤدلجة أى الخطابات أكثر جاذبية وشعبية في الشارع؟ ودور اليسار السوري في الثورة والحراك على الأرض؟ ومدى قدرة النظام على الاستمرار؟
4-التدخلات الخارجية ومحاولة إعادة تقسيم المنطقة التخوف الأساسي من تغيير صيغة النظام في سوريا الآن تخرج عن تصميم سايكس بيكو وتحويل الشرق الأوسط لدول طائفية تصبح فيه إسرائيل هي القوة الكبرى. تركيا وسوريا الاحتضان المبالغ فيه من قبل تركيا لطوائف معينة من المعارضة السورية؟
ردود المتحدثين:
أ/ سلامة كيلة:
النقطة الأولى: تتعلق بمسألة ليبرالية النظام، فى الفكر كانت الليبرالية تعني التصور التحرري بشكل عام لكن تشعبت بعد تبلور الرأسمالية إلى ليبرالية اقتصادية وليبرالية سياسية، وجوهر الليبرالية الاقتصادية هو حرية السوق. وهذا ما هو قائم في البلدان العربية، والذي يتخذ الشكل الذي نراه، والذي هو الشكل الممكن في ظل سيطرة النمط الرأسمالي. لهذا بات كما نرى مقارنة بالليبرالية في البلدان الرأسمالية: ليبرالية شكلا وجوهر غير ليبرالي، بحيث تتحق سيطرة رأسماليات محتكرة من قبل فئة معينة.
فهمنا للثورة المصرية: إن فراغ القوى التى تعبر عن حركة الناس يفرض أن تلعب القوى الموجودة على الأرض الدور الأساسي. بالنسبة للحديث حول إعادة تقسيم المنطقة، كان الأمريكيون يعملون على تقسيم المنطقة طائفيا وعرقيا، وهذا مسعى لا يخفى على أحد وهو ما حدث فى العراق والسودان. هناك محاولات لتفجير صراع طائفي، لكن الأمور على الأرض لا تجري فى هذا الاتجاه. ما يفعله الشباب تجاه الشبيحة هو تصنيف كل من يتبع العنف ضدهم باعتبار أنه من أتباع النظام وليس من اتباع طائفة معينة. دخول السعودية على الخط ودخول العناصر “الجهادية” يهدف الى تحويلها الى حرب طائفية وتكريس تطييف الثورة. الشعب تحول إلى العمل المسلح دفاعا عن نفسه لمواجهة العنف المفرط للسلطة وليس لأن هناك طرفا دفعه باتجاه العسكرة، الثورة يمكن أن تنتقل لعمل مسلح أو أن تبقى سلمية، هذا يعتمد على ردة فعل السلطة. هل الطائفية تفرض على الثورة الميل الى الأسلمة؟ هذا خطر من تحويل الصراع من صراع شعب ضد سلطة إلي طوائف ضد بعضها ومن ثم تفكيك البنى الداخلية للحراك وتوجيهه باتجاه ما يريده النظام.
فيما يتعلق باليسار السوري ودوره فى الثورة، من يتحالفون مع النظام ممن يطلق عليهم يسار لا يمثلون اليسار بشيء وإنما هم جزء من البيروقراطية التي تعتمد عليها السلطة، الحراك اليساري على الأرض جزء من الثورة، هناك عدد من التجمعات، مثل إئتلاف اليسار السوري وتنسيقيات الشيوعيين والكوادر الشيوعية في السويداء، وتجمع اليسار الديمقراطي، تعمل على أمل أن يصبح هناك قدرة لليسار على أن يكون مؤثرا. معظم الأحزاب الشيوعية القديمة اتخذت مواقف مختلة لإشكالية بالفهم والوعي لديها، وللتفسيرات التي تعطى لمفهوم الامبريالية والتى تقود الى أن يرى بعض اليسار في بشار مناضلا ضد الإمبريالية العالمية.
تعتبر تركيا نظاما علمانيا، وحزب العدالة والتنمية هو حزب علماني وليس بالمعنى المطروح في مصر لدى الإخوان المسلمين. تحالف مع نظام بشار الأسد. وتركيا وفقا لداوود اوغلو وزير الخارجية لعبت دورا فى تثبيت النظام وهو قد حصل على اتفاق استراتيجي دمر اقتصاد سوريا، وكان يعتبرها مدخلا لدول الخليج وبقية الدول الأخرى في إطار سعيها الى أن تصبح قوة عالمية من خلال سيطرتها على الشرق. تركيا الآن تحاول أن تجد بدائل تعيد انتاج شكل العلاقة القديمة بين الأسد وأردوغان. صقور الشام مجموعة هدفها السيطرة على المناطق الكردية الحدودية لمنع سيطرة حزب العمال عليها وهى نشأت بدعم تركي كبير، التعامل مع اللاجئين السوريين في حد ذاته اشكالية.
فيما يتعلق بصمود النظام وقدرته على الاستمرار، الجيش السورى الكتل الأساسية فيه مهمشة والنظام يعتمد فقط على الكتلة الصلبة الأساسية، وهو ينسحب للمناطق التي يستطيع تأمينها والمحافظة عليها فقط، الدور الإيراني والعالمي ككل مؤيدة للنظام والإيرانيين يدافعون عن النظام من منظور استراتيجي وليس من منظور طائفي لأنه ليس لديها بديل عنه. ربما روسيا لديها بديل لكن إيران ليس لديها وترى ان سقوط سوريا هو سقوط محتمل للنظام الايراني.
د. علاء عبد العزيز:
التحذير من اليوم التالي لسقوط النظام لا يعنى أنني أريد للثورة أن تنتصر، وإنما أن نعي بحجم هذه التحديات، وكذلك وجوب التعامل معها من الآن، وبالتالي ينبغي على دول الخليج أن تبحث هذه النقاط وكيفية تمويل الحكومة السورية التي سوف تتشكل لتقوم بأدوارها في تسيير أمور السوريين، وعلينا جميعا العمل على خطة لإعادة إعمار سوريا من الآن.
هل تغيرت مبادئ السياسة الخارجية المصرية وهل تغيرت بعد حكم الاخوان تحديدا؟ المبادئ السبعة التى أشرت إليها موجودة ولكنها تطورت تحت حكم الاخوان وبالتعامل مع الواقع، نحن متمسكون بصحة المبادئ حتى وإن تجاوزها الواقع، مصر نجحت في الحيلولة دون التدخل المسلح. المصريين في الخارج في سوريا تم إجلائهم من سوريا وفق خطط محددة، 80% من حل الأزمة السورية لدى الأطراف الدولية.
الدور التركي والشعب السوري: علاقات تركيا ببشار شردت الكثير من تجار سوريا أصحاب الصناعات المتوسطة إضافة إلى لواء الاسكندرونة، فيما يتعلق بالدور السعودي هناك تضخيم لدور جبهة النصرة فهى ليست مهيمنة على المعارضة المسلحة هى جزء من المعارضة المسلحة لديها روح معنوية عالية وقدرات قتالية عالية، الطريقة التى سيغادر بها النظام السوري هى التى ستحدد أى السيناريوهات سوف يتخذه المسار السوري.