منتدى البدائل العربي للدراسات
فقرة عن الكتاب: في السنوات الأخيرة، أشار الباحثون/ات إلى انكماش الفضاء المتاح للمجتمع المدني على مستوى العالم. ترتبط مقاومة المجتمع المدني بتراجع عام في الديمقراطية يتخذ بضعة أشكال، منها: انخفاض التمويل، واتجاه عديد من المؤسسات إلى التعاون مع الدولة، وتزايد القيود على التعبير عن الاعتراض، والتحديات التي تواجه تقنين منظمات المجتمع المدني، وزيادة الرقابة، وغير ذلك من المعوقات. إن انكماش المجال العام هو نتيجة مباشرة لتقليص الفضاء المتاح للأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني وحتى الجهات التي لا ترتبط بالسياسة بشكل مباشر، مثل: روابط مشجعي الفرق الرياضية والمجموعات الثقافية. على الرغم من أن انكماش الفضاء المتاح للمجتمع المدني ظاهرة عالمية، فإن التأقلم معه وردود الفعل تجاهه تختلف من بلد إلى آخر. تساهم عدة عوامل في تفاقم التحديات التي تواجه جهود الفاعلين في المجتمع المدني لتحقيق إصلاحات تعزز من قيم المساواة. تتضمن هذه العوامل النظام السياسي السلطوي والصراعات القديمة والحالية وانعدام المساواة المتأصل والاستقطاب السياسي.
تتناول هذه الورقة ثلاثة أبعاد (حرفية ومجازية) ينكمش فيها المجال العام. تبدأ الورقة بمناقشة البعد القانوني والتشريعي (الدعاوى القضائية والتشريعات التي تفرض قيودًا على عمل الحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية والتشريعات التي تمنع التظاهر). ثم تنتقل الورقة إلى مناقشة البعد المتعلق بالحركة والتنقل (القيود المفروضة على تحركات المواطنين وهدم الشوارع أو الميادين التي يتجمهر فيها المواطنون والقيود المتعلقة بالأزمات الصحية، مثل: فيروس كورونا). أما البعد الثالث فيتعلق بالخطاب (خضوع وسائل الإعلام لسيطرة الدولة أو حلفائها والرقابة الحكومية الصارمة).