نادين عبد الله
زادت معدلات حركات الاحتجاج الاجتماعي المطلبية كميًا وجغرافيًا وبصورة غير مسبوقة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، بحيث وصلت في بعض الأيام إلى ما يزيد عن الــ 200 احتجاج في اليوم الواحد. وقد تنوعت الاحتجاجات ما بين تظاهرات واحتجاجات واعتصامات، وتركزت المطالب في تحسين الأوضاع المالية، وزيادة الأجور، وتثبيت العمالة المؤقتة. والواقع أن هذه الاحتجاجات لم تولد بعد الثورة، بل كانت موجودة بقوة من قبلها، ولم يكن تفجرها بعد الثورة سوى امتداد طبيعي لواقع سوسيو- اقتصادي متأزم وسياسيات اقتصادية تم اتباعها في عهد نظام مبارك، وحكومة أحمد نظيف التي لم تأخذ البعد الاجتماعي في الاعتبار. وبالتالي فإن محاولة الوصول إلى حلول اجتماعية- سياسية من شأنها معالجة هذا الانفجار يحتاج منا في البداية إلى تحليل اجتماعي- سياسي لطبيعة هذه الاحتجاجات قبل الثورة وخلالها.